مثل رجلين عليهما جبتان من حديد) بالباء، وقد يروى بالنون وقيل: الصواب الباء لأن الجنة بالنون الترس ولا معنى له في الحديث، قلت: الجبة هي الوقاية كما قال ابن الأثير في معنى الحديث، فلا خلاف في المعنى؛ لأن الجنة بالباء فيها الوقاية (وقد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما) جمع ترقوة ما بين المنكب والعنق (حتى تُعَفِّيَ أثره) بضم التاء وتشديد الفاء المكسورة ونصب أثره، يقال: عفا الشيء: اندرس، وعفاه غيره أزال أثره (تقلصت) ارتفعت عكس المتصدق ومحصِّل المثالية أن الجواد في صرف المال يوفق، كلما همَّ بالإحسان وصرف المال تمكن من ذلك، والبخيل غير موفق، كلما أراد حرف المال [....] التوفيق فالكلام على تمثل المعقول بالمحسوس (فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: فيجتهد أن يوسعها فلا تتسع)[...] أبو هريرة.
فإن قلت: روى الحديث أبو هريرة وقد سمع الحديث كله فما وجه قوله فسمع؟ قلت: أجابوا بأن يقول يدل على الاستمرار والتكرار فلعله كرر هذا دون غيره وهذا ليس بشيء أما أولًا: فلان المضارع لا يدلُّ على الاستمرار بدون قرينة، وأما ثانيًا: فلأن دأبه أن يقول: قال ثلثًا أو كرره إذا سمعه كذلك، بل الجواب أنه سمع الحديث أولًا بدون هذه الزيادة، ثم سمع معها، والدليل على ذلك، أن الحديث تقدم في أبواب الزكاة، بدون هذه الزيادة، وقوله هنا: فسمع، بالفاء أيضًا يدل على أن سماع هذا متأخر، عن ذلك المتقدم.
باب الجبَّة في السفر والحوب
٢٩١٨ - (عن أبي الضُّحى) بالضاد المعجمة (مسلم بن صبيح) حديث المغيرة أن رسول