للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٩ - باب الْحَيْسِ

٥٤٢٥ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِى عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لأَبِى طَلْحَةَ «الْتَمِسْ غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِى». فَخَرَجَ بِى أَبُو طَلْحَةَ، يُرْدِفُنِى وَرَاءَهُ، فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كُلَّمَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ». فَلَمْ أَزَلْ أَخْدُمُهُ حَتَّى أَقْبَلْنَا مِنْ خَيْبَرَ، وَأَقْبَلَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَىٍّ قَدْ حَازَهَا، فَكُنْتُ أَرَاهُ يُحَوِّى وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ أَوْ بِكِسَاءٍ، ثُمَّ يُرْدِفُهَا وَرَاءَهُ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ

ــ

وفي هذا الحديث دلالة صريحة على جواز الادِّخار لا كما توهمه بعض جهلة الصوفية، قيل: لم يذكر في الباب الطَّعام، وإنَّما يؤخذ منه بطريق الإلحاق، وأنا أقول: هذا شيء غريب فإن السُّفَر التي صنعت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر لم تكن إلَّا طعامًا، فإن كل ما يؤكل ويسد الجوع طعام كما تقدم في قوله: "طعام الواحد يكفي الاثنين".

باب الحيس

بفتح الحاء وسكون المثناة تحت. تقدم مرارًا أنَّه طعام مركب من التمر والسمن والأقط.

٥٤٢٥ - (قتيبة) مصغر قتب (حنطب) على وزن جعفر آخره باء موحدة، روى من أنس حديث وليمة صفية أنها كانت حيسًا وقد مر (أعوذ بك من الهم والحزن) فسر الجوهري الهم بالحزن، وكذا قال الفراء، وقيل: الهم: ما يلحق الإنسان لعارض بنفسه، والحزن لما يعرض أهله، ويجوز أن يكون أحدهما في الحال، والآخر في المآل (والعجز): عدم القدرة (والكسل): الفتور مع القدرة (والبخل) ضد الجود (وضَلَع الدين) -بفتح الضَّاد واللام وقد تسكن اللام- الثقل والغلبة. قال أنس: (ولم أزل أخدمه حتَّى قدمنا من خيبر).

فإن قلت: قد كان يخدمه بعد ذلك أيضًا؟ قلت: مراده أنَّه كان ملازم خدمته في تلك السفرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>