(أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمارًا وحشيًّا وهو بالأبواء) بفتح الهمزة وباء موحدة (أو بوَدَّان) -بفتح الواو وتشديد الدال- اسمان للموضع بطريق مكة. والشك من الراوي (فرد عليه، فلما رأى ما في وجهه) أي: من الكراهة لعدم قبوله (قال: أما إنه) بفتح الهمزة وتخفيف الميم، والضمير للشأن (لم نرده عليك إلا أنا حُرُم) جمع حرام بمعنى المحرم، أزال بذلك للكراهة منه.
فإن قلت: فلم قبل من أبي قتادة لحم الصيد وهو محرم. ورده إلى الصعب؟ قلت: أجاب بعضُهم أن صيد الصعب كان حيًّا. ولا يجوزُ للمحرم تملكه بخلاف صيد أبي قتادة، وهذا ليس بشيءٍ، لما في رواية مسلم: أهدى الصعب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل حمار، وفي