باب: إثمُ مَنْ كَذَبَ على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -
كذبُ الخبر: أن لا يكون مطابقًا لنفس الأمر، وكذب المُخْبِر: أن لا يكون إخباره مطابقًا، فإن الكذب كما يكون وصفًا للخبر يكون وصفًا للمُخْبِر. ومعنى الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُنسَبَ إليه قول أو فعلٌ لم يَصْدُرْ عنه سواء كان ذلك في نفسه حسنًا أو قبيحًا. وقد غَلِطَ الكرَّامية في فَهْم الحديث، فجَوَّزوا وَضْعَ الحديث إذا كان فيه ترغيبٌ أو ترهيبٌ، وقالوا: إنما مَنَع من الكذب عليه، وهذا كذبٌ له، وهذا وهمٌ باطلٌ، لأن ذلك شرع ما لم يشرعه، فكيف يكون له؟ على أنَّه قد جاء في الرواية:"مَنْ قال عَنّي ما لم أَقُلْهُ" وهذا قاطعٌ دابرَ شبهتهم.
فإن قلتَ: قد روى البزار وغيره زيادةً وهي: "ليضلّ به الناس"(٢) فهذا يدل على ما قالوه؟ قلتُ: حديث مرسل، وفي سنده ضعفٌ و [على] تقدير ثبوته: اللام فيه للعاقبة لا للعلة كقوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ}[الأنعام: ١٤٤].
١٠٦ - (علي بن الجَعْد) بفتح الجيم وسكون العين (منصور) هو ابن المعتمر العالم الرباني، قد ذكرنا أنَّه لمّا مات قالت بنتٌ لجارٍ له: يا أبتِ، أين العمود الَّذي كان في بيت منصور؟! قال: يا بُنَيَّة، ذاك منصور؛ كان يصلي بالليل.
(رِبْعي بن حِرَاش) -بكسر الراء وسكون الموحدة- نسبه إلى أحد أجداده. قال: الجوهري: رِبْعٌ: رَجُلٌ من هُذيل. ويجوزُ أن يكون كذا عَلَمًا له مثلَ حرمي. وهذا أقربُ، لأن أبا الفضل المقدسي قال: إنه من غطفان. وقيل: من قيس. وهو الَّذي تكلَّم بعد الموت، وحِرَاش بكسر الحاء آخره معجمة (سمعتُ عليًّا) هو ابنُ أبي طالب الأسدُ الكرَّار