(ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -) بنصب النبي، أو بتقدير قال، كما في بعض النسخ، لأنه مفعول ذكر، والفاعل أي: الذاكر هو ابن أبي بكرة.
(فإن دماءَكم وأموالكم) بدل من النبي - صلى الله عليه وسلم - بدلَ اشتمالٍ (وقال محمد: وأحسِبُهُ قال: وأعراضَكم) أي: ظنَّ أن ابن أبي بكرة قال هذه الزيادة أيضًا.
(ألا هل بلّغتُ مرتين) من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقول البخاري:(وكان محمد يقول: صَدَقَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) جملةٌ معترضة.
قال بعض الشارحين: قوله: "هل بلغت" متعلق بقال مقدَّرًا، ولا يجوزُ أن يكون متعلقًا بقال المذكور سابقًا، وإلا يلزم أن يكون المجموع مذكورًا مرتين، ولم يثبُتْ ذلك. قلتُ: قد ثَبَتَ ذلك من رواية ابن عباس في كتاب الحج، فإنه قال بعد قوله:"في شهركم هذا" فأعادها مرارًا ثم رأيته وقال: "اللهم هل بلَّغتُ؟ اللهم هل بلَّغتُ؟ " ولولا ذلك لأمكن أن يكون هل بلّغتُ من كلام ابن سيرين قال ابن بَطَّال: لما أَخَذَ اللهُ العهدَ على الأنبياء أن يُبَلّغوا، والعلماء ورثة الأنبياء وَجَبَ عليهم أيضًا أن يبلغوا. قلتُ: لا حاجة إلى القياس، قد نَطَق القرآنُ بالعهد على العلماء. قال الله تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ}[آل عمران: ١٨٧] ولا يجوزُ أن يراد بهم الأنبياء لقوله بعده: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ}[آل عمران: ١٨٧] ورَوَى أبو داود والترمذي: "من كَتَم علمًا أُتي يوم القيامة ملجومًا بلجامٍ من النار"، وزاد ابن مَاجَة:"علمًا مما ينفع الله به الناس".