باب قوله:{وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ}[النساء: ٢٣]
قد سلف أن لفظ الحجر ليس مذكورًا لكونه قيدًا، بل باعتبار جريان العادة. (ومن قال: بنات ولدها هن بناته في التحريم) هذا من تمام الترجمة، واستدل عليه بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تعرضن علي بناتكن) وجه الدلالة أنه خاطَبَ أم حبيبة بهذا ولم يكن لها بنت فدل على أنه لا يشترط أن تكون البنت من نفسها (وكذلك حلائل ولد الأبناء هن من حلائل الأبناء) وفيه دليل لمن جوز إرادة المعنى المجازي والحقيقي في إطلاق واحد. واستدل على أن حلائل أبناء الأبناء بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمى ابن ابنته ابنًا حيث قال للحسن:"إن ابني هذا سيد".
٥١٠٦ - (قلت: لست لك بمخلية) أي: منفردة، من أخليت به وخلوت: انفردت (وأحب من شَرِكني فيك أختي) بفتح الشين وكسر الراء.
فإن قلت: ذكر في الترجمة: هل تسمى الربيبة وإن لم تكن في حجره. وليس في الحديث إلا أنه سمى بنت أم سلمة ربيبة ولم يذكر ما يدل على كونها في الحجر لا نفيًا ولا إثباتًا؟ قلت: أشار إلى حديث رواه البزار في مسنده وإن لم يكن على شرطه كما هو دأبه في التراجم. والحديث أن هذه البنت كانت ترضعها أمها لما تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء عمار