فإن قلتَ: في طريق المناظرة كان القياس أن تكون الغلبة لموسى؛ لأن الإنسان مؤاخذ بفعله؛ لأنه مختار في فعله، وعلى ذلك بناء التكليف؟ قلتُ: أجاب النووي بأن موسى كان عالمًا بأن الله تاب عليه واجتباه، وبعد التوبة لا يُلام، فمن لامَهُ كان محجوجًا في الشرع، وفيه نظر؛ لأن آدم إنما حَجَّه بالقدر، وليس ذلك مذهبًا، بل الجواب أن هذا كان في عالم الملكوت وانقطاع التكليف، فلم يكن في ذلك اللوم فائدة، وأيضًا كان ذلك مع أبيه، وليس للولد أن يواجه أباه بما فيه فظاظة، وأما قول الخطابي: إنما حَجَّه آدم في دفع اللوم؛ إذ ليس لأحدٍ من الآدميين أن يلوم أحدًا، فليس بصحيح على الإطلاق.
٣٤١٠ - (حصَين بن نُمير) كلاهما مصغر (عُرضتْ عليَّ الأمَم) أي: ليلة المعراج، وقد سلف الكلام عليه.
باب قول الله:{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ}[التحريم: ١١]
قال ابن الأثير: ضرب المثل هو اعتبار الشيء بغيره وتمثيله به، ومعنى ضرب الله المَثَل بامرأة فرعون للذين آمنوا أن يسعوا في الأعمال التي تحلت بها امرأة فرعون، وأن يتحلَّى كلُّ مؤمن خلاها.