٣٤٠٨ - (استبَّ رجلٌ من المسلمين ورجل من اليهود) في "جامع سفيان": أن المسلم هو أبو بكر الصديق، واليهوديَ فِنْحاص بن عازوراء (لا تخيروني على موسى، فإن الناس يُصْعَقُون) أي: يوم القيامة، وقد أشرنا آنفًا أن المراد هو الغَشْي لا الموتُ، بدليل قيده بيوم القيامة، والإفاقة فإنها تكون في الإغماء والغشي (فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاقَ قبلي، أو كان ممن استثنى الله بقوله:{إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}[الزمر: ٦٨]) وقد سَبق منا أن هذا الكلام كان قبل علمه بأنه سيد الخَلْق، أو قاله تواضعًا، أو على وجهٍ يؤدي إلى نقص بعض الأنبياء، هذا وسياق الكلام يدل على الوجه الأول.
٣٤٠٩ - (حُميد) بضم الحاء مصغر (احتجَّ آدم وموسى) عليهما السلام، أي: تناظرا وكلٌّ منهما أقام الحجة (أخرجَتْكَ خطيئتُكَ من الجنة) إسناد إلى السبب (فحَجَّ اَدمُ موسى) أي: غَلَبَ في المناظرة (مرتين) قيد لقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أي: كرَّر هذا القول مرتين.