للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٨ - بَابٌ: تَطَوُّعُ قِيَامِ رَمَضَانَ مِنَ الإِيمَانِ

٣٧ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». [طرفه في: ٣٥]

ــ

قلتُ: المودود هو الموت في سبيل الله، وأي طاعة أفضل من موت يناله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! وهذا يغفل عدم مشروعية الموت شهيدًا.

واعلم أن كون الإنسان يُقتل ثم يُحيى ثم يُقتل كذلك، مقطوعٌ بانتفائه، وإنما الغرضُ من هذا الكلام الحثُ على الجهاد، وإظهارُ فضل الشهادة، وهو في ذلك حصول ثواب النية وحزن القلب على عدم القدرة.

قال ابن بَطّال: هذا الباب أيضًا دليلٌ على أن الإيمان عملٌ، وذلك أن المخرج له في سبيل الله، لما كان هو الإيمان كان الخروجُ إيمانًا بالله لا محالة. كما تسمي العرب الشيءَ باسم سببه، كما تقول للمطر: سماء لأنه من السماء ينزل. هذا كلامه ولا طائل تحته، لأن تسمية الشيء باسم سببه نوعٌ من المجاز والصوابُ أن الخروج من أجزاء الإيمان الكامل، ولو أطلق عليه الإيمان، كان من إطلاق اسم الكل على الجزء لا السبب على المسبّب.

بابٌ: تطوّع قيام رمضان من الإيمان

قال ابن الأثير: التطوع: التبرّع، تفعّل من الطاعة. وقيام رمضان: عبارةٌ عن التراويح، لأن الغالب أنها تُصلَّى قيامًا.

٣٧ - (إسماعيل) هو ابن أبي أويس (حُميد بن عبد الرحمن) بضم الحاء على وزن المصغر (من قام رمضان إيمانًا) أي: تصديقًا بفضله (واحتسابًا) من غير رياء من الحساب بمعنى العدد، كأنه يعده وسيلة إلى رضا الله تعالى. وتمام الكلام عليه تقدم آنفًا في باب قيام ليلة القدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>