بأرض استعوى كلبًا فحمى مدى عواء الكلب، لا يشركه فيه غيره. فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، وذكْر الله في مثله للتبرك وحمى رسوله - صلى الله عليه وسلم - عبارة عما كان يحمى لنعم الصدقة وخيل الغزاة وإبلها، وحمى الخلفاء بعده هو في المعنى حماة لأنهم حموا الإبل الصدقة وخيل الغزاة أيضًا. وفي بعض النسخ:"قال أبو عبد الله" كذا في رواية أبي ذر، قال شيخنا: الصواب حذف أبي عبد الله؛ لأن هذا من كلام الزهريّ، بينه أبو داود، وغيره (وبلغنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حمى النقيع) -بالنون- اسم مكان على عشرين فرسخًا من المدينة (وأنّ عمر حمى الشرف والربذة) الشرف -بشين معجمة- موضع بالمدينة، وضبطه بعضهم بالسين المهملة وليس بصواب، ذاك سرف بدون اللام في طريق مكة، وكذا من قال بالشين المعجمة شرف الروحاء، والربذة -بفتح الراء والباء وذال معجمة- قرية من أعمال المدينة فيها قبر أبى ذر.
باب شرب الناس والدواب من الأنهار
٢٣٧١ - (الخيل لرجل أجر) أي: فيها أجر (ولرجل ستر) أي: فيها ستر (وعلى رجل وزر) أي: فيها. وقد بينه في الحديث، ونشير إلى مواضع منه (فأطال لها في مرج أو روضة) المرج المكان الواسع الذي تسرح فيه الدواب مختلطة. والروضة: المكان الذي ينتقع فيه الماء؛ أي: يجتمع، ومنه نقع ريقه؛ أي: جمع. قال أبو عبد الله: ولا يكون إلا في المكان المرتفع (فما أصابت في طيلها) بكسر الطاء وفتح الياء، ويقال: طول بالواو مكان الياء، والطويلة على وزن الفعيلة: الحبل الذي تربط به الدابة لترعى (ولو أنه انقطع طيلها فاستنت