للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد أَجَادَ الشاه عبد القادر في نكتة كون أبوابها ثمانية، فراجعه. ثُمَّ اعلم أن أهلَ الجنة إنما أُوتُوا في الجنَّة مثل الدنيا، وما فيها، وعشرة أضعاف ذلك، لأنهم دُعُوا بالملوك في حديث عند مسلم، والملوكُ تناسِبُهم السَّعَة في مملكتهم. فاندفع ما قد يَخْتَلِجُ في الصدور، أنهم ماذا يفعلون بهذا الملك الوسيع، فإنه ليس للحاجة إليه، بل لأجل التشريف.

١٠ - باب صِفَةِ النَّارِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ

(غَسَاقًا) يُقَالُ غَسَقَتْ عَيْنُهُ وَيَغْسِقُ الْجُرْحُ، وَكَأَنَّ الْغَسَاقَ وَالْغَسْقَ وَاحِدٌ. (غِسْلِينَ) كُلُّ شَىْءٍ غَسَلْتَهُ فَخَرَجَ مِنْهُ شَىْءٌ فَهُوَ غِسْلِينَ، فِعْلِينَ مِنَ الْغَسْلِ مِنَ الْجُرْحِ وَالدَّبَرِ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ (حَصَبُ جَهَنَّمَ) حَطَبُ بِالْحَبَشِيَّةِ. وَقَالَ غَيْرُهُ (حَاصِبًا) الرِّيحُ الْعَاصِفُ، وَالْحَاصِبُ مَا تَرْمِى بِهِ الرِّيحُ، وَمِنْهُ حَصَبُ جَهَنَّمَ، يُرْمَى بِهِ فِي جَهَنَّمَ هُمْ حَصَبُهَا، وَيُقَالُ حَصَبَ فِي الأَرْضِ ذَهَبَ، وَالْحَصَبُ مُشْتَقٌّ مِنْ حَصْبَاءِ الْحِجَارَةِ. (صَدِيدٌ) قَيْحٌ وَدَمٌ. (خَبَتْ)

ــ

الأوصاف، وقد وصف واحدًا منها بالريان، أو أشار على دأبه إلى ما رواه الترمذي وغيره: "بين كل مصراعين أربعون سنة".

باب صفة النار وأنها مخلوقة

({وَغَسَّاقًا} [النبأ: ٢٥]) مخفف ومشدَّد قراءتان، قيل: هو صديد أهل النار، وقيل: قيح غليظ (من الجرح والدبر) -بفتح الدَّال والباء- الجرح على ظهر البعير، الجار يتعلق بمقدر، أي: الغسلين ما خرج منها ({حَصَبُ} [الأنبياء: ٩٨] حطب بالحبشية) وقال الخليل: ما يوقد به من الحطب، فيكون من توافق اللغتين (والحاصب ما ترمي الريح) مخالف لما ذكره الجوهري قال: الحاصب الريح الشديدة (والقيُ الفقر) قال الجوهري: مغازه لا بها {زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [هود: ١٠٦] صوت خفيف وشديد) لف ونشر مرتب، قال الجوهري: الزفير إدخال نفس الحمار والشهيق إخراجه ({غَيًّا} [مريم: ٥٩] خسرانًا) -بفتح الغين

<<  <  ج: ص:  >  >>