باب ما يجور من تفسير التوراة وكتب الله بالعربية وغيرها
غرضه من هذا الباب أن تفسير كلام الله قرآنًا كان أو غيره بلسان آخر جائز، واستدل على ذلك بقوله تعالى:({قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[آل عمران: ٩٣]) وجه الدلالة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يعرف العبرانية فلا بد من تفسيرها. ثم روى حديث ابن عباس تعليقًا (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى هرقل) وجه الدلالة: إن المكتوب إلى هرقل كان آية من القرآن ({قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}[آل عمران: ٦٤]) ومن المعلوم أن هرقل لم يعرف لسان العرب ولذا دعا بترجمانه.
٧٥٤٢ - وحديث أبي هريرة:(لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم) قد سلف الحديث، ووجه الدلالة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يمنع الأصحاب عن سماع ما يفسر التوراة بالعربية إذ لو كان محرمًا لمنعهم، وإنما منع عن التصديق والتكذيب لاحتمال كونه حقًّا، وباطلًا لأنهم حرفوه. وإذا قالوا: آمنا بما أنزل إلينا وما أنزل إليكم فإن كان حقًّا فقد دخل فيما أنزل إليكم.