أسد (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صدقكم، قال عمر: دعني يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أضرب عنق هذا المنافق).
فإن قلت: بعدما أخبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أنه صدق، كيف وسع عمر هذا الكلام؟ قلت: عمر شدته في الدين معروفة، وكان فعل حاطب يشبه فعل المنافق، فظن عمر أنه وإن صدق لا ينفعه ذلك (قال: إنه شهد بدرًا وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) إنما ذكر لعل تأدبًا.
فإن قلت: هذا إذن في المعاصي والله لا يأمر بالفحشاء؟ قلت: لم [يكن] إذنًا، بل كناية عن غاية الرضا، وإن حالهم يشبه بحال من قال الله له هذا الكلام.
(قال سفيان: وأيُّ إسناد هذا؟) فإن عمرو بن دينار سمعه من حسن بن محمَّد مرتين، وحسن من أبيه محمَّد وهو من علي وعلي صاحب القضية، وناهيك بهذا قوة.
باب الكسوة للأسارى
٣٠٠٨ - (عن جابر لما كان يوم بدر) برفع يوم؛ لأن كان تامة، و (أُتِيَ بعبّاس ولم يكن عليه ثوب) لأنه أُخِذَ منه حين أسِرَ فوقع في المغانم (فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - له قميصًا) أي: طلب له؛ لأن النظر من أسباب الطلب (فوجدوا قميص عبد الله بن أُبي يَقْدُر عليه) بضم الياء وتخفيف الدال على بناء المجهول، أي: على قدر قامته، فإن عباسًا كان رجلًا طوالًا، قيل: كان ابنه