للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ، يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِى ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِى، وَمَا فَعَلْتُ كُفْرًا وَلَا ارْتِدَادًا وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «لَقَدْ صَدَقَكُمْ». قَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِى أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. قَالَ «إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ». قَالَ سُفْيَانُ وَأَىُّ إِسْنَادٍ هَذَا. أطرافه ٣٠٨١، ٣٩٨٣، ٤٢٧٤، ٤٨٩٠، ٦٢٥٩، ٦٩٣٩

١٤٢ - باب الْكِسْوَةِ لِلأُسَارَى

٣٠٠٨ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ أُتِىَ بِأُسَارَى، وَأُتِىَ بِالْعَبَّاسِ وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ، فَنَظَرَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - لَهُ قَمِيصًا فَوَجَدُوا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَىٍّ يَقْدُرُ عَلَيْهِ،

ــ

أسد (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صدقكم، قال عمر: دعني يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أضرب عنق هذا المنافق).

فإن قلت: بعدما أخبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أنه صدق، كيف وسع عمر هذا الكلام؟ قلت: عمر شدته في الدين معروفة، وكان فعل حاطب يشبه فعل المنافق، فظن عمر أنه وإن صدق لا ينفعه ذلك (قال: إنه شهد بدرًا وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) إنما ذكر لعل تأدبًا.

فإن قلت: هذا إذن في المعاصي والله لا يأمر بالفحشاء؟ قلت: لم [يكن] إذنًا، بل كناية عن غاية الرضا، وإن حالهم يشبه بحال من قال الله له هذا الكلام.

(قال سفيان: وأيُّ إسناد هذا؟) فإن عمرو بن دينار سمعه من حسن بن محمَّد مرتين، وحسن من أبيه محمَّد وهو من علي وعلي صاحب القضية، وناهيك بهذا قوة.

باب الكسوة للأسارى

٣٠٠٨ - (عن جابر لما كان يوم بدر) برفع يوم؛ لأن كان تامة، و (أُتِيَ بعبّاس ولم يكن عليه ثوب) لأنه أُخِذَ منه حين أسِرَ فوقع في المغانم (فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - له قميصًا) أي: طلب له؛ لأن النظر من أسباب الطلب (فوجدوا قميص عبد الله بن أُبي يَقْدُر عليه) بضم الياء وتخفيف الدال على بناء المجهول، أي: على قدر قامته، فإن عباسًا كان رجلًا طوالًا، قيل: كان ابنه

<<  <  ج: ص:  >  >>