المقاتلةُ بدليل قوله: إن أحدنا يقاتل. ولفظ: ما، في قوله: ما القتال؟ عامٌ في القاتل وغيره. أو المراد منه الوصف. وهذا تكلُّف بارد منشؤه قوله:"من قاتَلَ لتكون كلمةُ الله هي العليا". وإنما ذكر المقاتل في الجواب دون القتال إشارةً إلى أن نية المقاتل يجبُ أن تكون إرادة إعلاء كلمة الله. ثم قال: وحاصل الجواب أن منشأ القتال في سبيل الله القوة العقلية لا الغضبية ولا الشهوانية. وهذا يدل على أنه فهم من الحمية اختصاصها بالزوجة والجواري. وكل هذا خبطٌ، وقد بَيّنا لك الصوابَ.
فإن قلتَ: ما المراد بكلمة الله؟ قلتُ: كلمة التوحيد الذي هو أساس الدين أو حكم الله، وإطلاق الكلمة لأنه مستفاد منها.
وفي الحديث دلالة على أن الأعمال بالنية، وأنه لا بأس أن يكون المستفتي واقفًا والعالم جالسًا؛ فإن هذا ليس من القيام الذي نهى عنه.
باب: السؤالُ والفُتيا عند رمي الجمار
الفُتيا -بضم الفاء، والفتوى بفتحها- جواب الحادثة من الفتاء وهو حداثة السنّ، والمناسبة ظاهرة. والجِمار جمع جَمْرة، وهي الأحجار الصغار، والموضع الذي يرمى بالجمار يسمى جمرة، لأنها تُرمى بالجمار، أو لاجتماع الناس عنده. والجمرة اجتماع القبيلة.
١٢٤ - (أبو نُعيم) -بضم النون على وزن المصغر- فضل بن دُكَين (عبد العزيز بن أبي سَلَمة) -بفتح السين واللام -الماجَشون -بفتح الجيم وكسره- لقبٌ له معرب ماه كون، أي: شبه القمر في الحسن، وقيل: غير هذا. ولكن هذا هو الصواب، واسمه يعقوب. قاله الغساني.
(رأيتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الجمرة) يريد جمرةَ العقبة؛ فإن الجمار وإن كانت ثلاثة إلا أنه عند الإطلاق لا يراد غيرها، وسيأتي في كتاب الحج نظيرُهُ (فقال رجلٌ: يا رسول الله،