السورة لما كان لبيان حب الإنسان العاجلة، وغفلته عن العاقبة كما دل عليه قول ابن عباس (سوف أتوب سوف أعمل) أورد قصة عجلة، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أخذ الوحي استطرادًا إشارة إلى أن عجلته ليست من جنس عجلتهم بل لتحصيل أصل المطالب، وإنما نهاه عنها لما كان يعالج من الشدة، ثم عاد إلى ذم ما كانوا فيه بقوله: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (٢٠)} [القيامة: ٢٠] هذا مما ألهمته، والله أعلم.
سورة {هَلْ أَتَى}[الإنسان: ١]
(يقال: معناه أتى) الأولى أن يقول: قد أتى؛ لأن الغرض بيان معنى هل (وهل: تكون خبرًا وتكون حجدًا) معنيان مجازيان، فإن هل حرف الاستفهام وضعًا، ومعنى الاستفهام الاستعلاء (و {لَمْ يَكُنْ شَيْئًا}[الإنسان: ١] يقول: كان شيئًا فلم يكن مذكورًا من حين خلقه إلى أن ينفخ فيه الروح) وجه النفي إلى القيد لا إلى أصل الشيء رعاية لقوله تعالى: {خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ}[آل عمران: ٥٩]. {سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا}[الإنسان: ٤] ولم يجزه بعضهم) -بالزاي المعجمة-