لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِى عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ».
٣٩ - باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ»
(وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَاّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ).
٦٥٠٣ - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى مَرْيَمَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ
ــ
والسمع إن جال فيه من تحدثه ... سوى حديثك أمسى وقره صمم
وقد يعبر بالحمد الحقيقي، فإنهم قالوا: هو صرف العبد ما أنعم الله عليه إلى ما خُلق له فلا تكون حركاته وسكناته إلَّا في طاعة الله. ولولا خوف الإطالة رخينا عنان العلم، ولكن هذا كافٍ لمن ينظر بنور الله.
(وما ترددت في شيء أنا فاعله تردُّدي في نفس المؤمن يكره الموت وأنا كره مساءته) هذا كلام على طريق المثل يدل على كرامة المؤمن عند الله تعالى. شبَّه حاله في قبض المؤمن بحال من يريد إخراج شيء من يد محبوبه وهو لا يريد ذلك فلا يزال يلاطفه حتى يظفر به.
قال بعض الشارحين: معنى قوله: "أكره مساءته" أنها هنا له في الدنيا فإنه بالموت يصل إلى النعيم المقيم وأنه بطول الحياة يصل إلى أرذل العمر. وهذا الذي قاله شيء ولم يخطر بخاطر أحد. والصواب ما أشرنا إليه وفي معناه حديث عائشة لمّا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه" قالت: إنا نكره الموت.
فإن قلت: أين موضع الدلالة على الترجمة؟
قلت: قد أشرنا إلى أنّ هذا مقام الفناء في التوحيد ولا مقام في التواضع فوق الفناء.
باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بُعثت أنا والساعة كهاتين"
يجوز في الساعة الرفع والنصب، بالعطف ومفعول معه.
٦٥٠٣ - (أبو غسان) -بفتح المعجمة- محمَّد بن مطرف (أبو حازم) -بالحاء المهملة-