١٤٤٥ - (مسلم) ضد الكافر (عن أبي بردة) -بضم الباء وسكون الراء- ابن أبي موسى، واسمه عامر أو الحارث (على كل مسلم صدقة) أي: في كل يوم يصبح فيه، و:"على" تدل على اللزوم، ولذلك سألوا من حال عن لم يجد (يعين ذا الحاجة الملهوف) أي: المضطر، فإن الملهوف يطلق على المتحسر والمظلوم، إلا أن الأوفق بالمقام هو المضطر لذلك الحاجة معه. (فإن لم يجد فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة) أي: هذه الفعلة؛ إمَّا فعل المعروف؛ وإما الإمساك عن الشر، فإن كف النفس عن المعاصي حسنة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من همَّ بسيئة ثم تركها كتبت له حسنة"، ولقوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (٤١)} [النازعات:٤٠،٤١]} وهذا محصل ما يروى الشفقة على خلق الله، والتعظيم لأمر الله.
فإن قلت: في رواية مسلم: "وتجزئ عن ذلك كله ركعتا الضحى" فكيف النافلة تجزئ عن الفرائض؟. قلت: ذلك في مقابلة قوله: "في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلًا، يجب عليه التصدق بعددها" فأشار إلى أن من لم يقدر على شيء ركعتا الضحى تقوم مقامه؛ لأن فيها الجسد كله عامل.