للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٣ - باب (وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) مُطِيعِينَ

٤٥٣٤ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى خَالِدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ شُبَيْلٍ عَنْ أَبِى عَمْرٍو الشَّيْبَانِىِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ يُكَلِّمُ أَحَدُنَا أَخَاهُ فِي حَاجَتِهِ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ. طرفه ١٢٠٠

٤٤ - باب قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)

وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ (كُرْسِيُّهُ) عِلْمُهُ يُقَالُ (بَسْطَةً) زِيَادَةً وَفَضْلاً (أَفْرِغْ) أَنْزِلْ (وَلَا يَئُودُهُ) لَا يُثْقِلُهُ. آدَنِى أَثْقَلَنِى. وَالآدُ وَالأَيْدُ الْقُوَّةُ، السِّنَةُ نُعَاسٌ. (يَتَسَنَّهْ) يَتَغَيَّرْ. (فَبُهِتَ) ذَهَبَتْ حُجَّتُهُ. (خَاوِيَةٌ) لَا أَنِيسَ فِيهَا. عُرُوشُهَا أَبْنِيَتُهَا. نُنْشِرُهَا نُخْرِجُهَا

ــ

فإن قلت: روى مالك في "الموطأ" عن عائشة أنها أمرت مولاها يونس بكتابة مصحف فقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني، قال: فآذنتها فقالت: حافظوا الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر، ومثله روي عن حفصة أم المؤمنين؟ قلت: تلك الأحاديث في "الموطأ" موقوفة لا تعادل ما في "البخاري"، وما في "البخاري" مرفوع، وليس في "الموطأ" هذا الحديث، والاختلاف من الصحابة ومن بعدهم كثير في هذه المسألة. نقل الدمياطي فيها سبعة عشر قولًا، والعمدة على ما أشرنا.

باب: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: ٢٣٩]

فسره بمطيعين وثانيًا بالسكوت؛ لأنهم كانوا يتكلمون بالصلاة فأمروا بالسكوت، قال ابن الأثير: القنوت يرد لمعان: الطاعة، والخشوع، والصلاة، والدعاء، والعبادة، وطول القيام، والسكوت، فيعرف في كل موضع على ما يلائمه. وقال الجوهري: أصله الطاعة، وهذا أحسن؛ لأن الأصل عدم الاشتراك، إلا أن في الآية أريد به السكوت؛ لأنه سبب النزول {أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا} [البقرة: ٢٥٠] أنزل) أي: في أصل المعنى، والأول أخص (والآد والأيد القوة) ذكر لمناسبة يؤوده، وإلا فالأول وادي، والأيد ياتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>