للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَتْ عَائِشَةُ كُذِّبُوا. قُلْتُ فَقَدِ اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبُوهُمْ فَمَا هُوَ بِالظَّنِّ قَالَتْ أَجَلْ لَعَمْرِى لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ. فَقُلْتُ لَهَا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا قَالَتْ مَعَاذَ اللَّهِ لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ تَظُنُّ ذَلِكَ بِرَبِّهَا. قُلْتُ فَمَا هَذِهِ الآيَةُ. قَالَتْ هُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَصَدَّقُوهُمْ، فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْبَلَاءُ، وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُمُ النَّصْرُ حَتَّى اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ وَظَنَّتِ الرُّسُلُ أَنَّ أَتْبَاعَهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ. طرفه ٣٣٨٩

٤٦٩٦ - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُرْوَةُ فَقُلْتُ لَعَلَّهَا (كُذِبُوا) مُخَفَّفَةً. قَالَتْ مَعَاذَ اللَّهِ. طرفه ٣٣٨٩

١٣ - سورة الرَّعْدِ

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ) مَثَلُ الْمُشْرِكِ الَّذِى عَبَدَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا غَيْرَهُ كَمَثَلِ الْعَطْشَانِ الَّذِى يَنْظُرُ إِلَى خَيَالِهِ فِي الْمَاءِ مِنْ بَعِيدٍ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَتَنَاوَلَهُ وَلَا يَقْدِرُ. وَقَالَ غَيْرُهُ (سَخَّرَ) ذَلَّلَ. (مُتَجَاوِرَاتٌ) مُتَدَانِيَاتٌ. (الْمَثُلَاتُ) وَاحِدُهَا مَثُلَةٌ وَهْىَ الأَشْبَاهُ وَالأَمْثَالُ، وَقَالَ (إِلَاّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا). (بِمِقْدَارٍ) بِقَدَرٍ (مُعَقِّبَاتٌ) مَلَائِكَةٌ حَفَظَةٌ تُعَقِّبُ الأُولَى مِنْهَا الأُخْرَى، وَمِنْهُ قِيلَ الْعَقِيبُ. يُقَالُ عَقَّبْتُ فِي إِثْرِهِ، الْمِحَالُ الْعُقُوبَةُ. (كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ) لِيَقْبِضَ عَلَى الْمَاءِ. (رَابِيًا) مِنْ رَبَا يَرْبُو. (أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ) الْمَتَاعُ مَا تَمَتَّعْتَ بِهِ. (جُفَاءً) أَجْفَأَتِ الْقِدْرُ إِذَا غَلَتْ فَعَلَاهَا الزَّبَدُ، ثُمَّ

ــ

سورة الرعد

({الْمَثُلَاتُ} [الرعد: ٦] واحدها مثلة) بضم الميم والثاء، وهي العقوبة بمقدار الجناية، ولذلك فسره بالأشياء بمقدار مقدر، أشار إلى أنَّه مصدر ميمي ({مُعَقِّبَاتٌ} [الرعد: ١١] ملائكة حفظة تُعقِّب) بضم التاء وتشديد القاف، من عقبة إذا جاء على أثره (ومنه العقيب) على وزن فعيل، وهو الذي يأتي على أثره، والذي يخلف أباه من الولد ({الْمِحَالِ} [الرعد: ١٣]) بكسر الميم، فسره بالعقوبة، وهو تفسير باللازم. فإن المحال من المحل وهو المكر (أجفأت القدر إذا غلت) قال ابن الأثير: هذه لغة قليلة، والمشهور

<<  <  ج: ص:  >  >>