لا يقتضي التساوي في الرتبة، وروى مثله عن أبى موسى وعن أنس أن رجلًا سأل متى الساعة؟، والجواب واحد ولا خفاء فيه.
فإن قلت: وضع الباب في علامة حب العبد ربه تعالى، ولا دلالة في الأحاديث على العلامة بوجه؟ قلت: قال بعض الشارحين: في وجه الدلالة عسر فلينظر، وأنا قلت: هذا على دأبه في الاستدلال على المقصود بما فيه خفاء.
والوجه في الدلالة أنه استدل على دعوى المحبة من العبد بقوله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[آل عمران: ٣١]) فدل أن متابعته دليل حب الله، والناس في المتابعة متفاوتون، وعلى قدر ذلك التفاوت درجاتهم في الجنة، فأشار البخاري في أحاديث الباب:"المرء مع من أحب"، إلى أن معيار دعوى المحبة التي توجب المعية هو متابعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
باب قول الرجل للرجل اخسأ
قال ابن الأثير: يقال: خسأت الكلب خسئًا: طردته فخسئ وخسأ وانخسأ، والحاصل أنه جاء لازمًا ومتعديًا.