٣٤٣١ - (ما من بني آدم من مولود لا يمسه الشيطان حين يود غير مريم وابنها).
فإن قلت: قد سلف: إلا عيسى ابن مريم قلت: التفاوت من حفظ الرواة كما في نظائره، وقال بعض الشارحين: الحصر الأول بالنسبة إلى الطعن، وهذا بالنسبة إلى المسِّ، فالأول مخصوص بعيسى، وهذا مشترك بينهما، أو ذكر مريم توطئة، كقولك: أعجبني زيد وكرمه، أو الأول قبل الوحي إليه، هذا كلامه والكل خبط ظاهر، أما الأول فلأن المراد بالطعن والمس شيء واحد بلا ريب، وأما الثاني فلأن قياسه إلى: أعجبني زيد وكرمه فاسد؛ لأن الثاني بدل اشتمال في المقيس عليه، غايته أنه ذكره بالواو وليكون أبلغ، ذكره صاحب الكشاف والمحققون بعده، وأما الثالث فلأن مثله لا يقوله إلا وحيًا، وإذا كان وحيًا كيف يوحى إليه [...] يتناقصان، فتأمل والله الموفق.
(يكفل: بضم {كَفَّلَهَا} ضمها مخففة) أي: فهما قيد لهما، لكن الثاني قرئ مثقلًا (ليس من كفالة الديون) هذا كلام لا يجدي، فإن أحدًا لم يتوهم هنا ذلك المعنى، وأما لغة فالكفالة في الديون أيضًا فهي ضم ذمة إلى أخرى.