فإن قلتَ: ما وجه تعلق أثر أنس بالإسراع الذي ترجم عليه؟ قلتُ: لأنهم إذا تفرقوا كان أمكن لهم في المشي.
١٣١٥ - (عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أسرعوا بالجنازة) يريد الإسراع المعتدل بحيث لا يَخْشى على سقوط الميت ولا سقوط الحامل، وقد جاء في رواية:"إذا حملتم الجنازة فالقصد القصد، (وإن كان سوى ذلك) أي: غير ذلك صالحة، وإنما آثَرَ فيه الإبهام تحاشيًا عن لفظ يوحش الأسماع.
باب: قول الميت وهو على الجنازة قَدّمُوني
١٣١٦ - روي في الباب حديث أبي سعيد الخدري الذي في الباب قبله من غير زيادة.
فإنْ قلت: من القائل قدموني؟ قلتُ: قيل هو الروح فإنه جسم لطيف. وقيل: يخلق الله في الجسد النطق. وقيل مجاز، والصواب أنه الجسد مع الروح. دل عليه قوله: "قالت". فإن الضمير عائد إلى الجنازة والعذاب إنما هو على الروح مع الجسد.