١٠٨ - باب بَيْعِ الْعَبِيدِ وَالْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَةً
وَاشْتَرَى ابْنُ عُمَرَ رَاحِلَةً
ــ
الله - صلى الله عليه وسلم - أجلاهم على أن لهم ما حملت الإبل، وتركوا السلاح والعقار لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وهو الذي أشار إليه في الكلام المجيد بقوله:{مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى}[الحشر: ٧] حتَّى قال: {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ}[الحشر: ٦] كناية عن حصولها من غير حرب وقتال، وتلك الأراضي والأملاك كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وأجاب عن هذا الإشكال بعض أهل العلم: بأن الأمر ببيع الأراضي كان قبل نقض العهد، فإنهم أرادوا الغدر برسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما ذهب إليهم معه أبو بكر وعمر وبعض أصحابه؛ ليستعين بهم على دية قتيلين قتلهما عمرو بن أمية خطأ وكان لهما الجوار مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: نكرمك أَبا القاسم، وأجلسوه تحت جدار، فعمد أحدهم على رحى فوق السطح، ليلقيه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويستريحوا منه، فأخبره الله بذلك، فقام من موضعه، ولم يعلم أحد بحاله، فانتظروه زمانًا فلما طال المطال قاموا، فأخبرهم رجل أنَّه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - داخلًا المدينة وحده، وكان خروجه منفردًا لئلا يطلع اليهود على القضية، فيفتكون به وأصحابه الذين معه، فلما نقضوا العهد حاصرهم، ثم أجلاهم على أن يحملوا على الإبل ما حملت، وتركوا الوطن على أسوإ حال؛ كما أخبر الله:{يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ}[الحشر: ٢] وهذا جواب حسن، يؤيده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل بيت المدراس [ومعه] جمع من أصحابه، وقال:"يَا معشر اليهود، أسلموا تسلموا" قالوا: قد بلغت يَا أَبا القاسم قال: "ذلك أريد" حتَّى أعادها ثلاثًا، ثم قال:"إنِّي أريد أن أجليكم، فإن الأرض لله ولرسول الله" ولا شك أنَّه كان قبل الغدر، ويكون قد أمرهم ببيع الأراضي حين عاهدهم، والله أعلم بحقيقة الحال.
باب بيع العبد بالعبد والحيوان بالحيوان نسيئة
النسيئة -بفتح النُّون-: قبض أحد العوضين في الحال، وتأخير الآخر، من النَّساء وهو التأخير، قال تعالى:{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا}[البقرة: ١٠٦].
واستدل على ذلك بفعل ابن عمر، وهو أنَّه اشترى راحلة قال ابن الأثير: هي الناقة