(وكره عثمان أن يُستقبل الرجل وهو يصلي) عثمان: هو أمير المؤمنين عثمان بن عفان، ويستقبل على بناء الفاعل ونصب الرجل، وقوله: وهو يصلي، حالٌ من فاعل يستقبل (وإنما هذا إذا اشتغل به) كلام البخاري، يرد به على أبي حنيفة في إطلاق القول بذلك، واستدل على أن قول عثمان محمول على هذا بقول زيد بن ثابت (ما باليت أن الرجل لا يقطع صلاة الرجل) قال ابن الأثير: يقال: ما باليت وما باليته، أي: لم أكثرت، ومنه قوله تعالى في الحديث القدسي:"هؤلاء للجنة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي" وعن الأزهري معناه: لا أكره.
٥١١ - (علي بن مسهر) بضم الميم وكسر المهملة (عن مسلم) ضدُّ الكافر (يعني ابن صبيح) -بضم الصاد على وزن المصغر- قال شيخ الإسلام: ومن ظن أنه مسلم بطين فقد أخطا في ظنه، ولا أدري لِمَ ذلك؟ فإن الأعمش يروي عنهما، وهما يرويان عن مسروق (عن عائشة أنه ذُكر عندها ما يقطع الصلاة، قالوا: يقطعها الكلب والحمار والمرأة، قالت: لقد جعلتمونا كلابًا) قد سبق في باب الصلاة إلى السرير أنها ردَّت بهذا الكلام على ابن عباس، ونقلنا عن النووي أن القطع في حديث ابن عباس معناه شغل القلب، وأن دعوى النسخ لا تصح لعدم العلم بالتاريخ، ولأن الحديث الذي جعلوه ناسخًا ضعيف.