٢٧٦٨ - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ، فَأَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِى، فَانْطَلَقَ بِى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَنَسًا غُلَامٌ كَيِّسٌ، فَلْيَخْدُمْكَ. قَالَ فَخَدَمْتُهُ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، مَا قَالَ لِى لِشَىْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا وَلَا لِشَىْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا طرفاه ٦٠٣٨، ٦٩١١
ــ
عن شيء من أمر اليتامى قرأ:{وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ}[البقرة: ٢٢٠]) إشارة إلى أن من كان في نفسه أمانة فليقبل، ومَن لا فلا.
(وقال عطاء: في يتامى) أي: في تفسير قوله تعالى: {فِي يَتَامَى}(الصغير والكبير، ينفق الوليُّ على كل إنسان بقدره من حصته) لم يرد بالكبير البالغ حد البلوغ، إذ لا يُتْمَ بعد البلوغ بل بالنسبة إلى الصغير، اللهمَّ إلا أن يكون سفيهًا.
باب استخدام اليتيم في السفر والحضر، إذا كان صلاحًا له، ونَظَرِ الأمِّ وزوجها لليتيم
٢٧٦٨ - (إن أنسًا غلامٌ كيِّس) على وزن سيِّد، من الكياسة، وهي العقل (فَخَدَمتُه في السفر والحضر) هذا موضع الدلالة على الترجمة (ما قال لشيء صنعتُه: لِمَ صنعت هذا هكذا) إما لأن أنسًا لكياسته لم يفعل شيئًا إلا كما هو حقه، أو لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكمال حلمه لم يؤاخذه بما كان يصدر عنه. وهذا هو الظاهر من السياق، وفي الحديث دلالة على أن الإنسان له أن يستخدم اليتيم إذا كان في ذلك صلاح له.
فإن قلت: ليس في الحديث ما يدلُّ على أن النَّظَرَ للأم؟ قلت: جاء في الرواية الأخرى أن أم سليم هي التي قالت لأبي طلحة بأن يذهب بأنس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنه كان يتيمًا في