٢٤ - باب مَنَاقِبُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضى الله عنهما
قَالَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَانَقَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - الْحَسَنَ.
ــ
مناقب الحسن والحسين
سماهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذين الاسمين وهما ريحانتاه في الدنيا، سيدا شبان أهل الجنة، والحسن كان أجود الناس كذا قاسم ماله ثلاث مرات، وكان أشبه أشد الناس برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من صدره إلى الرأس، والحسين أشبه به في أَسافل البدن، قال ابن عبد البر: تواترت الروايات بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال للحسن:"إن ابني هذا سيد" وكان العهد بينه وبين معاوية أن يكون الأمر له بعده فدسَّ عليه السم ثلاث مرات، قال ابن عبد البر: وكان السم على يد امرأة الحسن بنت الأشعث الكندي، قال: وفي المرة الثالثة تقطع كبده ولما سلم الأمر إلى معاوية جاء شيخ من همدان فقال: السلام عليك يا مذل المسلمين، قال: لا تقل ذلك يا أبا عمر، إني كرهت أن أقتل المؤمنين في طلب الملك، وكان ما فعله تصديقًا لقول الصادق المصدوق "إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين" وفضائله لا تعد ولا تحصى مشهورة بين الناس فلا نطول الكتاب، وكانت عائشة قد أذنت أن يدفن في بيتها عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأبى مروان بن الحكم، فرُد إلى البقيع، فدفن عند العباس، وصلى عليه سعيد بن العاص، وكان واليًا على المدينة، فقال له حسين: لولا أنها سُنّة ما قدمتك.
وأما الحسين قال الواقدي: علقت فاطمة بعد ولادة الحسن بخمسين ليلة، ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع، وقتل شهيدًا يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بموضع يقال له: كربلاء بل هو كرب وبلاء، قتله سنان بن أبي سنان النخعي، وقيل: رجلٌ من مدحج وقيل: قتله شمس بن ذي الجوشن، وكان رجلًا أبرص، وحزَّ رأْسَه مولى ابن يزيد الأصبحي، قال ابن عبد البر: قتل معه من أولاد فاطمة سبعة عشر رجلًا.
(وقال نافع: عانق النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن) هذا التعليق تقدم في أبواب البيوع مسندًا.