للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣ - باب السُّؤَالِ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالاِسْتِعَاذَةِ بِهَا

ــ

معنى قوله: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: ١٢] وهذا أحد معانيه في الحديث. وقيل: أحصاها: عدها قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: ٣٤] وهذا هو الأصح في معنى الحديث. وقيل: أحصاها إحضارها معنى بالبال. وقيل: العمل بمعانيها.

فإن قلت: أسماء الحسنى لا تنحصر في المئة ألا ترى إلى قوله: "مقلب القلوب" فإنه ليس منها. وفي الحديث: "قالوا يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَعّر لنا، فقال: إن الله هو المسعر"؟ قلت: هذا التركيب لا يفيد الحصر، وإنما حصرها في هذا العدد لكون فائدة إحصائها دخول الجنة.

قال بعض الشارحين: أسماء الله مئة وقد استأثر الله بواحد منها وهو الاسم الأعظم لم يطلع عليه أحد، فكأنه قال: مئة لكن واحد منها عند الله.

وكل هذا خبط أما أولًا فلما أشرنا إليه من عدم انحصار أسمائه في المئة، وأما ثانيًا: فلأن الاسم الأعظم ليس مما استأثر الله به لما روى الترمذي وأبو داود "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلًا يقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، فقال: دعا الله باسمه الأعظم"، وفي رواية الترمذي وابن ماجه وأبي داود أن الاسم الأعظم في أول آل عمران وفي قوله: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: ١٦٣].

باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها

قيل: إنما أراد بهذه التسمية الإشارة إلى أن الاسم عين المسمى، ولذلك صحت الاستعاذة بالاسم، وعليه منع ظاهر، بل التيمن والاستعاذة إنما تكون باسمه تعالى فإن عند ذكره يفر الشيطان. ذكر الشريف في حواشي "الكشاف" وقد اشتبه على أقوام هذه المسألة ونحن نحقق القول فيها:

قال في "المواقف": الاسم تارةً يطلق ويراد التسمية، ولا يشك أحد في أنه عين

<<  <  ج: ص:  >  >>