لما كان رفع السنة الجاهلية، وهي: ما كانوا عليه من أنّ العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور. (فلما قدمنا) أي: مكة (أمر الناس فحلّوا) أي: أمر الذين لم يكن معهم الهدي.
فإن قلت: سيأتي أنه أمرهم قبل قدوم مكة؟ قلت: أولًا لم يعزم عليهم؛ بل فوّضه إلى المشيئة، فلما أبوا جزم وحتّم عليهم.
(حتى كان يوم التروية) برفع "يوم"، و"كان" تامّة، التروية: هو الثامن من ذي الحجة؛ لأنّ النّاس يُروون فيه الدّواب ويسقون ليوم عرفة، فاشتقاقه من الرَّي؛ لأن إبراهيم رأى رؤيا ذبح ولده في ليلته. وقيل: من الرأي، لأنه تروى في ذلك اليوم، والأول هو الظاهر.
(ونحر النبي -صلى الله عليه وسلم- بدنات بيده قيامًا) سيأتي أنه نحر ثلاثًا وستين بدنة، ووكّلَ عليًّا في نحر البواقي، فعلى هذا استعمل جمع القلّة في موضع الكثرة (وذبح كبشين أملحين) قال ابن الأثير: الأملح ما يكون لونه بياضًا يخالطه بعض سواد. وقيل: الأبيض الخالص. والأول هو الصواب؛ لما في الرواية الأخرى: ينظران في سواد، ويمشيان في سواد".
باب من أهلّ حين استوت به راحلته
١٥٥٢ - روى في الباب حديث ابن عمر، وقد سلف متنًا وشرحًا.