للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠ - بَابٌ: عَلَامَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ

١٧ - حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ،

ــ

اللذة، ويظهر ذلك في شُرب الدواء المرّ، فإنه يشرب به مع الكراهة بإرادته، ومن جَعَله ضِدّ الإرادةِ فقد التبسَ عليه الكراهةُ بالإكراه، فإنه الذي يُضَادُّ الإرادةَ. والمرادُ من العَوْد هو الدخولُ -كما في قصة شعيب- {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} [الأعراف: ٨٨]. إذْ لم يكن شعيب في ملّتهم قطُّ. والقَذْفُ: هو الرمي بقوة وعُنف، ولذلك آثَرَه على الرمي.

باب علامة الإيمان حُبُّ الأنصار

علامةُ الشيء: الأمَارةُ الذي به يعلم، والأنصار جمع نصير كأشراف في شريف. واللام فيه للعهد، لأن المرادَ أنصارُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهم الأوسُ والخزرج قبيلتان معروفتان، أبوهما أوسٌ وخَزْرَج أولاد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

ولما بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكذَبَتْهُ قريشٌ شَرَعَ في المواسم يَعرضُ نفسَه على القبائل، ويدعوهم إلى نَصْره وحمايته، حتى يُبَلّغ ما أُمر به، فلم يساعِدْه على ذلك أحدٌ. لما أراد اللهُ من كرامة هؤلاء فقدّر أنْ لقي في موسمٍ من المواسم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ستةَ نَفَرٍ منهم كلُّهم من الخزرج، فآمنوا به، فلما عادوا إلى المدينة أشاعُوا ذكرَهُ، فلم يبقَ بيت في المدينة إلَاّ ويُذكَر فيه اسمه الشريف. ثم وافى في العام القابل اثني عشر رجلًا، اثنان من الأوس والباقي من الخزرج، فلقيهم بالعقبة وبايعوه على الإسلام، وأرسَلَ معهم مُصعَبَ بن عُمير يُعلّمهم الإسلامَ والقرآن. فلما كان العام القابل وافى الموسمَ ثلاثةٌ وسبعون نفرًا وامرأتان، أحد وعشرون من الأوس والباقي من الخزرج، فبايعوه على الإسلام والحرب على كل من عاداه.

وجَعَل عليهم اثني عَشَر نقيبًا، عدد نُقباء موسى عليه السلام، ثم رحل يعد شهرين معه أبو بكر وعامر بن فهيرَة؛ عبدُ أبي بكر، وعبد الله بن أريقط دليلًا لهم.

فإن قلت: ما معنى حُبّ الأنصار وقد انقرَضُوا؟ قلتُ: المراد ميلُ القلب إليهم والثناءُ عند ذكرهم، لأنهم الذين كشفوا الكرب عن وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهم أهلٌ لذلك، وإكرامُ ذُرّيتهم لأجلهم.

١٧ - (عبد الله بن جَبْرٍ) بفتح الجيم (وآيةُ النفاق بغضُ الأنصار) النفاق إبطان الكفر

<<  <  ج: ص:  >  >>