باب هل يتتبع المؤذن فاه ههنا وها هنا وهل يلتفت في الأذان
وخفي عليه الفعل، هذا تابع لفعل بلال (ويذكر عن بلال أنه جعل أصبعيه في أذنيه) هذا التعليق رواه ابن ماجه مسندًا: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره بذلك، وقال له: إنه أرفع لصوتك" (وقالت عائشة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله على كل أحيانه) أي: سواء كان على وضوء أو لا. استدل به على جواز الأذان من غير وضوء لأن الأذان ذكر من الأذكار، وهذا الذي رواه عن عائشة تعليقًا رواه مسلم مسندًا، والجمهور على جوازه مع الكراهة.
٦٣٤ - برفع المؤذن على أنه فاعل على يتتبع. قال الجوهري: تتبعت الشيء تطلبته تبعًا إياه والمعنى هنا: أن المؤذن يجعل فاه في: حي على الصلاة وحي على الفلاح يمينًا وشمالًا، ويلوي عنقه معه كأنه يتطلب فاه. في رواية أبي داود والنسائي والطبراني: "فلما بلغ بلال حي على الصلاة لوى عنقه"، وفي الترمذي: "رأيت بلالًا يتتبع فاه". وضبطه بعضهم بنصب المؤذن على أنه مفعول، والفاعل شخص آخر مستتر في الفعل، وهذا غلط مخالف لغرض البخاري؛ لأن مراده: هل يفعل المؤذن ذلك أو لا؟ وإنما التبس عليه من قول أبي جحيفة:(فجعلت أتتبع فاه ههنا وها هنا بالأذان).
فإن قلت: أي وجه لذكر الإصبع في الأذن، وذكر جواز الأذان بغير وضوء في هذا الباب؟ قلت: أشار إلى أن هذه الأمور مما لا يلائم الأذان لما أن الالتفات كلذلك، ولا