(وقوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ}[الإسراء: ٧٩]) استدل عليه بالآية الكريمة، النافلة: الزائدة؛ أي: عبادة واجبة عليك خاصة، كذا قاله ابن عباس، وإليه ذهب الشَّافعيّ، وقيل: زائدة على الغير في الثواب؛ لأن غيره يُكفر به ذنُوبه؛ وأما هو فلا ذنب له.
والهجود: النَّوم واليقظة؛ من الأضداد، وحَمَلَه البُخَارِيّ على الثاني؛ ولذلك فسّره بقوله: أي: اسهر، وكذا قاله الجوهري، ويجوز أن يكون بالمعنى الأول؛ وهو: النَّوم، ويكون معناه: اترك الهجود؛ كما قالوا في تَحَنّثَ: معناه تجنّب الحنث؛ كما تقدم في حديث غار حراء.
١١٢٠ - (كان النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يتهجّد) أي: يريد التهجد، وقيل: كان يقول بعد التحريم (قال: اللهمَّ أنتَ قيّم السموات والأرض) وفي رواية: "قيَّام"، وفي أخرى: