طريق الاستعارة، فإنه لما أظهر لطائفة خلاف ما أظهر للطائفة الأخرى فكأنه جاء هؤلاء بغير ذلك الوجه الأول. ضد هذا من سعى في إصلاح ذات البين بين طائفتين يكذب لكل طائفة. وفي رواية أبي داود:"من كان له وجهان في الدنيا له لسانان من النار يوم القيامة" وإنما كان شر الناس؛ لأن فعله شبه فعل المنافق الذي هو شر الكفرة.
باب من أخبر صاحبه بما يقال فيه
٦٠٥٩ - (قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسمة فقال رجل من الأنصار: ما أراد محمد بهذا وجه الله) كان هذا في حين قسم أموال هوازن.
فإن قلت: نسبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الجور كفر، فكيف صدر عن الأنصاري؟ قلت: كم من الأنصار من منافق، وناهيك في ابن أبي ابن سلول فإنه خزرجي منافق، أو صدر عنه ذلك الكلام بادرة من غير قصد إلى معناه، وأما إبلاغ ابن مسعود كلامه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليأخذ حذره منه، أو ليدله من وجه الإيثار لبعض الناس في تلك القسمة كما سبق في كلام الأنصار حين آثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض الناس، فأجاب بأنه إنما فعل ليتألفهم [على] الإسلام.