روى حديث ابن عبَّاس: أنّ رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - خرج من مكّة إلى المدينة، فلما بلغ عسفان أفطر، وقد تقدم عنه هذا الحديث في باب إذا صام من رمضان أيامًا ثم سافر، وموضع الدلالة هنا قوله:(ثم دعا بماء فرفعه إلى يده) قيل: فيه إشكال؛ لأنَّ الرفع إنَّما يكون باليد؛ لا إلى اليد، فأجاب بعضهم بأنه إلى أقصى يده، وقال بعضهم: فيه تصحيف، لما روى أبو داود: رفعه إلى فِيْهِ.
قلت: حمل رواية الثقاة على التصحيف فيه بعدٌ، والأظهر أن تناوله ثم رفعه إلى فيه ليريه النَّاس، ليقتدى به في الإفطار؛ لئلا يشق عليهم، وفي رواية مسلم: أفطر لما كان بكراع الغميم قال النووي: وهو واد أمام عسفان بمقدار ميل، ورواية ابن عباس هذه من المراسيل؛ لأنَّ هذا كان سنة الفتح، ولم يكن معه، كان بمكة من المستضعفين.
باب {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}[البقرة: ١٨٤]
(وقال ابن عُمَر وَسَلمة بن الأكوع: نَسَخَتْها {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ})