الخبر يدل على الحصر. وفي البواقي يدلّ عليه بالعطف عليه؛ لأنَّ حكم المعطوف حكمُ المعطوف عليه. (قال أبو عبد الله: جَعَل ذلك كلَّه من الإيمان) هذا كلامُ الفِرَبْرِي. قال في أول الباب: فجعل ذلك كلَّه دينًا. وبدَّل لفظ الإيمان بالدّين هنا إشارةً إلى أنهما شيء واحد. قال بعضُهم: إن قيل: ما وجهُ الانحصار في هذه الخمس مع أن الأمور التي لا يعلُمها إلَّا الله، كثيرة فالجواب إما أنهم سألوا عن هذه الخمس، وسائرُ الغيوب عائدةٌ إلى هذه الخمس، وأنا أقول: الجواب الأول رجم بالغيب، والثاني محال، وأي معنى لعود سائر الغيوب إلى هذه الخمس؟ بل الجواب أن هذه الخمس ممَّا استأثَرَ اللهُ بها لا يطلع عليها أحدًا بخلاف غيرها، فإنَّه يطلع عليها من شاء من الرسل والأنبياء. ولهذا سمَّاها: أمهات الغيوب تارةً، ومفاتيحَ الغيوب أخرى.
بابٌ
كذا وقع من غير ترجمة، قال النووي: حديثُ هذا الباب وقع في بعض النُسخ في الباب الذي قبله، وهذا فاسدٌ، والصوابُ: لفظ الباب لأنَّ ترجمة الباب الذي تقدم لا يتعلق به هذا الحديث قال شيخُ الإسلام: سواء وُجِد لفظ الباب أم لا، لا بُدَّ من تعلُّق الحديث بما قبله؛ لأن الباب بلا ترجمة كالفصل للباب قبله، وتعلق حديث هرقل بما قبله أنَّه جعل الإيمانَ والدينَ واحدًا وهو مرادُ البُخاريّ.
٥١ - (إبراهيم بن حمزة) بالحاء المهملة والزاي (عن عُبيد الله بن عيد الله) الأول مصغر، والثاني مكبّر. ابن عتبة بن مسعود أحد الفقهاء السبعة بالمدينة (أن هِرَقْل) بكسر الهاء وفتح الراء وسكون القاف، ويقال أيضًا بكسر الهاء وسكون الراء وكسر القاف (سألتُك هل يزيدون أم ينقصون).
فإن قلتَ: أم متصلة أو منفصلة؟ قلتُ: متصلةٌ.
فإن قلتَ: أم المتصلة تكون مع الهمزة دون هل. قلت: تقدم في أول الكتاب بالهمزة،