صحته لما روى مسلم:"أن عائشة أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أين يكون الناس يوم تبدَّل الأرض؟ قال: على الصراط". وعُلم من حديث الباب أن معنى قوله:{تُبَدَّلُ الْأَرْضُ}[إبراهيم: ٤٨] تبديل الحقيقة لا الصفات؛ لأن الخبز ليس من جنس التراب. والله أعلم بحقيقة الحال.
باب كيف يُحشر الناس
٦٥٢٢ - (معلّى بن أسد) بضم الميم وتشديد اللام (وهيب) بضم الواو، مصغر (ابن طاوس) عبد الله.
روى عن أبي هريرة [عن النبي - صلى الله عليه وسلم -] أنه قال: (يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين وراهبين. واثنان على بعير وثلاثة على بعير) هذا ثالث الطرائق إلى آخر الحديث، والطرائق جمع طريقة، والمراد بها الحال والصفة. قال الجوهري طريقة الرجل مذهبه وحاله. وهذا الحشر ليس هو الحشر المعروف بعد موت الخلق، بل هذا قبل الساعة من أشراطها. كما صرح به رواية مسلم. والحشر الآخر بعده بعد موت كلِّ حي سواء تعالى وتقدس، وهذا الذي أشار إليه بقوله:"يحشر الناس حفاة عراة غرةً" وحشر ثالث إلى المقرِّ والمقام. فريق في الجنة وفريق في السعير. {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (٨٦)} [مريم: ٨٥، ٨٦] هذا هو الحق الأبلج.
وللشُرَّاح هنا خبطٌ عظيم حتى زعم بعضهم أنَّ ثلاث طرائق في هذا الحديث كلّهم كفَّار. وقال بعضهم: إن هذا الحديث للمتقين وكأنه فهم ذلك بأنه على الإبل فظن أن هذا بعد قيام الساعة. وكل ذلك خبط وكيف يكون الحشر يوم القيامة وعشرة على بعير؟