واسم تلك الخبزة: الطُلمة. بالطاء المهملة. (نزلًا لأهل الجنة) النزاع عبارة عن طعام يُهيَّأُ للضيف النازل (ثم ضحك حتى بدت نواجده) -بالذال المعجمة- آخر الأسنان، والمراد من الضحك كمال التبسم، وإنما ضحك سرورًا بأنه وجد في التوراة ما أخبر به (ثم قال: ألا أخبرك بإدامهم؟) هذا كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لليهود (قال: إدامهم بالآم ونون) ثم فسَّر بالآم بالثور. ولعل إشارة أو لا لأنه لفظ يوناني كان يعرفه اليهودي بذلك الاسم وهذه معجزة منه. وشرح شيخنا يدل على أن هذا كله من كلام اليهودي.
فإن قيل: ما الحكمة في أن الله تعالى يجعل الأرض خبزة ثم يطعمها لأهل الجنة مع لحم الثور والسمك؟ قلت: قال بعض العلماء: ليعلم أهل الجنة أن لا عود إلى الدنيا؛ لأن الأرض كانت على الماء والماء على متن ذلك الثور. والله أعلم.
٦٥٢١ - (يحشر الناس على أرض بيضاء عفراء) العفرة: بياض غير خالص (ليس فيها معلم لأحد) أي: علامة. وذلك لاستواء أجزاء الأرض. قال تعالى: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (١٠٧)} [طه: ١٠٧].
فإن قلت: ظاهر الحديث أن أهل الجنة يأكلون هذه الأرض بعد دخول الجنة. وقد روى الطبري وغيره أن الأرض تكون خبزة يأكل منها المؤمنون من تحت أقدامهم. إلى أن يفرغوا من الحساب؟! قلت: لا تنافي، يأكلون منها في الموضعين إن صحَّ ذلك الحديث، والظاهر عدم