أحد الثقلين مكلفون بأحكام الشرع منهم المؤمن، ومنهم الكافر، وقد سلف أن مؤمنهم يدخل الجنة لقوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦)} [الرحمن: ٤٦] مع أن الخطاب بمعنى الفريقين، ونُقل عن أبي حنيفة خلافه.
٣٨٥٩ - (من آذن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجن ليلة استمعوا القرآن) قال ابن مسعود: (أنه آذنت بهم شجرة) آذنت في الموضعين بالمد، أي: أعلمت. فإن قلت: هذا يخالف القرآن لأنه قال: أوحى إلي؟ قلت: لا يخالفه لأن إعلام الشجرة أيضًا وحي من الله.
٣٨٦٠ - (أتاني وفد جن نصيبين) بكسر النون وتشديد الصاد بلد بديار بكر قال الجوهري: من العرب من يعربه بإعراب المفرد بالحركة ومنهم من يعربه بالواو والنون (ونِعم الجن) مدحهم لأنه لما قرأ عليهم سورة الرحمن فكلما قال: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٣)} [الرحمن: ١٣] قالوا لا بشيء من آلائك ربنا نكذب، ولما قرأها على أصحابه وهم ساكتون، قال: الجن كانوا أَحسن منكم ردًّا (فسألوني الزاد، فدعوت الله أن لا يمروا بعظم ولا