للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٣ - باب السَّيْرِ إِذَا دَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ

١٦٦٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ سُئِلَ أُسَامَةُ وَأَنَا جَالِسٌ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسِيرُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ حِينَ دَفَعَ قَالَ كَانَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ. قَالَ هِشَامٌ وَالنَّصُّ فَوْقَ الْعَنَقِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَجْوَةٌ مُتَّسَعٌ، وَالْجَمِيعُ فَجَوَاتٌ وَفِجَاءٌ، وَكَذَلِكَ رَكْوَةٌ وَرِكَاءٌ. مَنَاصٌ لَيْسَ حِينَ فِرَارٍ. طرفاه ٢٩٩٩، ٤٤١٣

ــ

باب السير إذا دفع من عرفة

أي: باب بيان كيفية السير عن عرفة.

١٦٦٦ - (سئل أسامةُ وأنا جالس؛ كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في حجة الوداع حين دفع؟) إنما سئل أسامة من بين الناس لأنّه كان ردف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دفع، والرواية في دفع بفتح الدال علي بناء الفاعل، وكلام الجوهري يدل على أنَّه متعد، أي: دفع ناقته مسرعًا، قال الجوهري: اندفع الفرس؛ أي: أسرع (كان يسير العنق) -بفتح العين والنون- السير السريع، وانتصابه على المصدر من غير فعله، كقعدت جلوسًا. (فإذا وجد فجوة نص) فسر الفجوة بالمكان المتسع، والنصّ: فوق العَنَق، قال الجوهري: نص كل شيء منتهاه.

فإن قلت: في رواية ابن خزيمة عن أسامة: ما رأيت ناقته رافعة يدها حتَّى أتى جمعًا؛ قلت: محمول على حالة الزحام.

(ليس حين فرار) هذا كلام البخاري يشير إلى ما في آخر سورة ص.

فإن قلت: هذا اسم زمان من ناص ينوص، وما في الحديث مضاعف من نص ينص؟ قلت: قيل: أراد دفع وهم من يتوهم أن أحدهما اشتق من الآخر، وهذا في غاية البعد؛ لأن أحدهما مخفف والآخر مشدد، والظاهر أنَّه أشار إلى أن بينهما الاشتقاق الأكبر؛ لاتحاد المعنى، وأكثر الحروف.

<<  <  ج: ص:  >  >>