٢٠٣٣ - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ كَانَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَكُنْتُ أَضْرِبُ لَهُ خِبَاءً فَيُصَلِّى الصُّبْحَ ثُمَّ يَدْخُلُهُ، فَاسْتَأْذَنَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أَنْ تَضْرِبَ خِبَاءً فَأَذِنَتْ لَهَا، فَضَرَبَتْ خِبَاءً، فَلَمَّا رَأَتْهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ ضَرَبَتْ خِبَاءً آخَرَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى الأَخْبِيَةَ فَقَالَ «مَا هَذَا». فَأُخْبِرَ فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «آلْبِرُّ تُرَوْنَ بِهِنَّ». فَتَرَكَ الاِعْتِكَافَ ذَلِكَ الشَّهْرَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ. أطرافه ٢٠٢٩، ٢٠٣٤، ٢٠٤١، ٢٠٤٥
ــ
باب اعتكاف النساء
٢٠٣٣ - (أبو النعمان) -بضم النون- محمد بن الفضل (حمّاد) بفتح الحاء وتشديد الميم.
(عن عائشة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فكنت أضرب له خباء) قد ذكرنا أن الخباء بيت صغير من بيوت العرب (فاستأذنت حفصة عائشة أن تضرب خباء فأذنت لها) الاستئذان هنا معناه: المشاورة لتساوي الناس في المسجد، وفي رواية الأوزاعي: استأذنت عائشة في أن تستاذنَ لها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ففعلت، فأذن لها (فلما أصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - ورأى الأخبية، فقال: ما هذا فأخبر، فقال: آلبر تُرون بهن) بالمد على طريق الاستفهام الإنكاري "وتُرون" بضم التاء أي: تظنون، والخطاب لمن كان حاضرًا، وفي بعضها:"تُردن" من الإرادة، وفي رواية مالك في الموطأ: فيه تقولون لهن أي: ليس ذلك إلا حسدًا من بعضهن لبعض، أو إرادة لقربهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك نهى عنه، وقيل: لأن خروجهن ودخولهن فيه الامتهان والمشقة، والظاهر من كلامه هو الأول (ثم اعتكف عشرًا من شوال) لأنّه كان إذا قصد عبادة يقوم بها على كل حال، وقال مالك في "الموطأ": كان ذلك قضاءً، قال: والمتطوع، ومن عليه نذر في القضاء سواء.