باب قوله:{وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}[آل عمران: ٣٦]
٤٥٤٨ - (معمر) بفتح الميم وسكون العين (ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسّه) وفي رواية: ينخسه، وقد تقدم بلفظ الطعن، والمعنى واحد (إلا مريم وابنها) قد سلف الكلام عليه في المناقب، وقد أشرنا هناك أنه لا يلزم منه تفضيل عيسى مطلقًا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا ترى أن أمه تشاركة فيه.
فإن قلت: ما غرض إبليس من هذا المس؟ قلت: يلوثه، طمعًا في إغوائه بل تارةً وتارةً، قال شيخنا: يجعله علامة على من تمكن من إغوائه وفيه نظر؛ لأنه لا يُمَكَّن به من الأنبياء المعصومين، وتوقف صاحب "الكشاف" في صحة الحديث قال: وعلى تقدير صحته لا مسَّ هناك حقيقة، وهذا توهم فاسد وصرف اللفظ عن ظاهره من غير ضرورة والتعويل على ما شيدنا أركانه، وأما صحة الحديث بعد رواية البخاري لا يتوقف فيه متدين.