ليس في البُخَارِيّ ومسلم الزيادةُ على هذا لا سيما لفظ إنما، فإنَّه يدل على الحصر، وبه يندفع ما يقال: ذكر الكفين إنما كان للتعليم، وأما القياس فليس بشيء؛ لأنه قياس في مقابلة النص، وجَزْمُ البُخَارِيّ به في الترجمة يدل على أنَّه مختاره.
٣٤٣ - (محمَّد بن بشار) بفتح الباء وتشديد الشين (غُنْدر) بضم الغين المعجمة وفتح الدال، وتمام الكلام في الباب الذي قبله.
باب: الصعيد الطِّيب وضوء المسلم يكفيه من الماء
اختلف العلماء فيما يجوزُ به التيمم؛ ذهب الشَّافعيّ والإمام أَحْمد إلى أن التُّراب معين لقول ابن عباس: الصعيد هو الترابُ، والطيب هو المنبت؛ لأن الطِّيب يوصف به الحلال، ولا يلائم المقام، فأريد به المنبت، قال تعالى:{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ}[الأعراف: ٥٨] وللحديث: "جُعلت لي الأرضُ مسجدًا وترابها طهورًا" ولآية المائدة: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ}[المائدة: ٦] فإن من تبعيضية، ذكره في "الكشاف".
وذهب مالك وأبو حنيفة إلى جوازه بكل ما على وجه الأرض؛ لأنه الصعيد على ما نقله الجوهري عن ثعلب. قال الله تعالى:{فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا}[الكهف: ٤٠] والترابُ لا يكون زلقًا، وأجابوا عن آية المائدة تارةً بأن من ابتدائية، وأخرى بأن الضمير في منه