(عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ليحجن البيت وليُعتمرن) -بضم الياء- على بناء المجهول فيهما (بعد خروج يأجوج ومأجوج) اسمان علمان للقبيلة لا يصرفان، يهمزان ولا يهمزان؛ إما عربيًّا أو عجميًّا؛ وهؤلاء طائفة من الترك من أولاد يافث بن نوح. والحج بعد هلاكهم إنما يكون في أيام عيسى على نبينا وعليه أفضل الصلوات. وفي حج الناس بعد هلاك يأجوج ومأجوج دلالة على شرف الكعبة.
(وقال عبد الرحمن عن شعبة: لا تقوم الساعة حتى لا يُحجَّ البيتُ، والأول أكثر) هذا قول البخاري؛ فإن أراد ترجيح رواية حجاج على رواية شعبة عن قتادة فَمُسلّمٌ؛ وإن أراد بيان تعارض الروايتين وترجيح إحداهما على الأخرى بكثير الرواة فلا وجه له، لا تعارض بين الحديثين؛ لأن وجود الحج والاعتمار بعد يأجوج ومأجوج في زمن عيسى لا ينافي عدمهما عند قيام الساعة.
(قال أبو عبد الله سمع قتادة عبد الله) أراد دفع وهم التدليس، فإن قتادة مدلس، والرواية السّابقة بعن نحتمل التدليس بخلاف السماع.