وَقَالَ سَهْلٌ قَالَ لِى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «اسْقِنِى».
ــ
اللام- واسم أبي قتادة: الحارث أو النعمان أو عمرو (فأبصروا حمارًا وحشيًّا وأنا مشغول أخصف نعلي) أي: أخرزه وأصل الخصف الضم وجعل شيء فوق شيء. قال الله تعالى:{وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ}[الأعراف: ٢٢](فلم يؤذنوني به) أي: لم يعلموني، لأنهم كانوا محرمين لا يجوزُ لهم ذلك (وأحبّوا لو أني أبصرته) لعلمهم أنه يجوزُ له صيده، لكونه غير محرم (فشددتُ على الحمار) أي: سقت الفرس وراءه (فعقرته) جرحته (ثم جئت به وقد مات) أي: من غير ذبحٍ (وخبأت العضد معي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأدركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألنا عن ذلك) أي: عن أكل المحرم من لحم الصيد (فقال: معكم منه شيء) أي: بعد أن أجاب بأنه مباح مثله، هل بقي منه بقية؟ (فناولته العضد فأكلها حتى نفذها) -بالذال المعجمة- أي لم يُبْقِ منها شيئًا، وإنما طلب منهم البقية وأخذ من غنم الرقية من أبي سعيد الخدري ورفقائه تطييبًا لخاطرهم وزيادة في بيان الحِل، فإنه قدوة المتقين، فإذا أكل منه لم يبق في القلب وسوسة. وفي الحديث دلالةٌ على استحباب طلبه هبة الشيء من الأصحاب إذا كان يطيب به قلبهم، ويودون منه ذلك.
باب من استسقى
وقال سهل: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - اسقني، سيأتي هذا مسندًا قال له حين كان قاعدًا في سقيفة بني ساعدة.