فإن قلت: الكلام دعاء أو خبر؟ قلت: يحتملهما، والأظهر أنّه دعاء للترغيب.
فإن قلت: فما معنى الطلب في عفاف؟ قلت: أن يطلب بحيث لا يؤدي إلى الإثم، من شتم المديون، والمضايقة عليه، خارجًا عن طريق الشرع، ولما كان السّماح مستلزمًا له أيضًا لم يورد له حديثًا، وقيل: عطف السّماحة على السهولة تأكيد لفظي، ولا شك أنه سهو.
(تلقت الملائكة روح عبد ممن كان قبلكم) أي: استقبلت بأمر الله بعد فراقه من الجسد (قالوا: أعملت شيئًا من الخير؟ قال: كنت آمر فتياني) بكسر الفاء: جمع فتى؛ وهو الشاب، والمراد: الغلمان والخدام (أن ينظروا) أي: المعسر (ويتجاوزوا عن الموسر) إلا أنه لا يلائم الترجمة لفظًا لكن كذا رواه مسلم: الإبطاء، والإمهال، والتأخير، والتجاوز المساهلة في الطلب، وعدم المضايقة والمناقشة، ويدل عليه الرواية بعد:"أيسر على الموسر".
فإن قلت: ذكر في الرواية بعده: "كنت أنظر الموسر وأتجاوز عن المعسر" عكس الأول. قلت: الكل صحيح تارة ينظر وتارة يتجاوز.