للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٤ - سورة الْمُدَّثِّرِ

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (عَسِيرٌ) شَدِيدٌ. (قَسْوَرَةٍ) رِكْزُ النَّاسِ وَأَصْوَاتُهُمْ. وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ الأَسَدُ وَكُلُّ شَدِيدٍ قَسْوَرَةٌ، (مُسْتَنْفِرَةٌ) نَافِرَةٌ مَذْعُورَةٌ.

[١ - باب]

٤٩٢٢ - حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عَلِىِّ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَوَّلِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ. قَالَ (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) قُلْتُ يَقُولُونَ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ) فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما عَنْ ذَلِكَ وَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ الَّذِى قُلْتَ فَقَالَ جَابِرٌ لَا أُحَدِّثُكَ إِلَاّ مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِى هَبَطْتُ فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِى فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ عَنْ شِمَالِى فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ أَمَامِى فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ خَلْفِى فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِى فَرَأَيْتُ شَيْئًا، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ دَثِّرُونِى وَصُبُّوا عَلَىَّ مَاءً بَارِدًا - قَالَ - فَدَثَّرُونِى وَصَبُّوا عَلَىَّ مَاءً بَارِدًا قَالَ فَنَزَلَتْ (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ)». طرفه ٤

ــ

سورة المدثر

{قَسْوَرَةٍ} [المدثر: ٥١]: رِكز الناس وأصواتهم) -بكسر الراء المهملة- الصوت الخفي، وكان ذكر الأصوات مغنيًّا، اللهم إلا أن يقدر مضاف أي: أصحاب الأصوات، فإن ابن الأثير قال القسورة جماعة الرجال، وقيل: جماعة الرماة، وقال الجوهري: القسورة الأسد، وقيل: رماة من الصيادين {مُسْتَنْفِرَةٌ} [المدثر: ٥٠]: نافرة مذعورة) قرئ بفتح الفاء وكسرها، فأشار بنافرة ومذعورة إلى التفسيرين.

٤٩٢٢ - (أول ما نزل من القرآن يا أيها المدثر) قد سلف منا تحقيق المسألة أن أول ما نزل على الإطلاق آيتان من أول {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: ١] وبعد الفترة أوائل المدّثر، وقد صرح به بعد الزهري عن جابر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث عن فترة الوحي، وهذا صريح في أن جابرًا لم يدع أن سورة المدثر أول نازل مطلقًا؛ لأن فترة الوحي تقتضي سبق وحي، وليس هناك إلا سورة {اقْرَأْ} [العلق: ١]، فمن قال: إن جابرًا قال ذلك اجتهادًا، فقد زلت به القدم وكيف يعقل القول في نزول القرآن بالاجتهاد؟

<<  <  ج: ص:  >  >>