{قَسْوَرَةٍ}[المدثر: ٥١]: رِكز الناس وأصواتهم) -بكسر الراء المهملة- الصوت الخفي، وكان ذكر الأصوات مغنيًّا، اللهم إلا أن يقدر مضاف أي: أصحاب الأصوات، فإن ابن الأثير قال القسورة جماعة الرجال، وقيل: جماعة الرماة، وقال الجوهري: القسورة الأسد، وقيل: رماة من الصيادين {مُسْتَنْفِرَةٌ}[المدثر: ٥٠]: نافرة مذعورة) قرئ بفتح الفاء وكسرها، فأشار بنافرة ومذعورة إلى التفسيرين.
٤٩٢٢ - (أول ما نزل من القرآن يا أيها المدثر) قد سلف منا تحقيق المسألة أن أول ما نزل على الإطلاق آيتان من أول {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[العلق: ١] وبعد الفترة أوائل المدّثر، وقد صرح به بعد الزهري عن جابر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث عن فترة الوحي، وهذا صريح في أن جابرًا لم يدع أن سورة المدثر أول نازل مطلقًا؛ لأن فترة الوحي تقتضي سبق وحي، وليس هناك إلا سورة {اقْرَأْ}[العلق: ١]، فمن قال: إن جابرًا قال ذلك اجتهادًا، فقد زلت به القدم وكيف يعقل القول في نزول القرآن بالاجتهاد؟