للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦ - باب لَا يَأْتِى زَمَانٌ إِلَاّ الَّذِى بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ

٧٠٦٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِىٍّ قَالَ أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ «اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِى عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَاّ الَّذِى بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ». سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم -.

ــ

فإن قلت: فقد قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة"؟ قلت: جوابه يؤخذ من لفظ الحديث، فإنهم يموتون عند قيام الساعة، فلا يكون قيامها إلا على شرار الناس، كما في رواية مسلم، وفي الرواية الأخرى: "لا تقوم الساعة وهم أحياء".

باب لا يأتي زمان إلا وبعده شر منه

وفي بعضها أشر. قال الجوهري: وهي لغة رديئة، وهذا يرد مقالته فإنها لغة أفصح الخلق.

٧٠٦٨ - (أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه) وفي بعضها: فشكوا إليه (من الحجاج) هو الظالم المشهور (فقال: اصبروا فإنه لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم - صلى الله عليه وسلم - استشكل العلماء هذا بأن الحجاج كان قبل عمر بن عبد العزيز والشرُّ كان معدومًا في زمانه، وأجاب الحسن البصري بأن ذلك كان تنفيسًا ضرورة لا يُعتدُّ به؛ فإن خلافته كانت أيامًا فلا، وأجاب بغير هذا.

وعندي أن المراد من الزمان ليس نفس الزمان وذلك ظاهر، ولا الأمراء وأرباب الولايات، ولا كل فرد من أفراد الناس، بل الغالب كما أشار إليه بقوله: "خير القرون قرني" فإنه أراد الغالب، ألا ترى إلى قول ذي الخويصرة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومقاتلته ووجود المنافقين بين الصحابة ثم مقتل عثمان وخروج الخوارج على علي، ثم بعد ذلك في كل قرن كان يزداد من ظهور الزنى وشرب الخمر وأنواع البدع، والإنسان إذا تأمل من أول عمره إلى آخره يرى تفوتًا ظاهر في الناس، فإن الغالب فيما رآهم في أول عمره خير من الذين رآهم آخره.

<<  <  ج: ص:  >  >>