قريشًا، ومن كان من ولد إسماعيل، فإن عيش العرب بالمطر، وقيل: أراد ماء زمزم، وبُعْدُه لا يخفى، وقيل: أراد الأنصار؛ لأن جدهم عامر بن ماء السماء، وهذا أيضًا لا يصح؛ لأن الأنصار ليسوا من أولاد إسماعيل.
فإن قلت: أي وجه لإيراد هذه الآية في قصة إبراهيم؟ قلت: قيل لأنها متصلة بقوله: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ}[الأنعام: ٨٣] وليس بشيء؛ لأن اتصال آية بأخرى في النظم لا يدخلها في القصة، بل الجواب أن هذا من قول إبراهيم جواب لقومه حين حاجَّه قومه، وقوله تعالى:{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ}[الأنعام: ٨٣] إشارة إلى هذه الآية:
(أينا لا يظلم نفسه) أي: كلنا ظالم لنفسه (أو لم تسمعوا إلى قول لقمان {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان: ١٣] فهموا من الظلم العموم، فأشار إلى أن المطلق مصروف إلى الكامل.
باب قوله تعالى:{فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ}[الصافات: ٩٤]
الزفيف: سرعة المشي، وفي بعضها: النَّسلان في المشي، في تفسير يزفون.
٣٣٦١ - (أبو أسامة) حماد بن أسامة (عن أبي حيان) -بفتح الحاء وتشديد المثناة-