للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥ - سورة حم الْجَاثِيَةِ

(جَاثِيَةً) مُسْتَوْفِزِينَ عَلَى الرُّكَبِ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ (نَسْتَنْسِخُ) نَكْتُبُ. (نَنْسَاكُمْ) نَتْرُكُكُمْ.

١ - باب (وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَاّ الدَّهْرُ) الآيَةَ

٤٨٢٦ - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِىُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُؤْذِينِى ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِى الأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ». طرفاه ٦١٨١، ٧٤٩١

ــ

سورة الجاثية

كل أمة جاثية: (مستوفزين على الركب) أي: جاثمين عليها كهيئة من يريد القيام سريعًا من الوفز: وهو العجلة.

٤٨٢٦ - (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم) هذا حديث قدسي كلامه تعالى، وشرح معنى الإيذاء بقوله (يسب الدهر وأنا الدهر) والمراد من ابن آدم هذا الجنس، فلا يلزم أن يكون من كل واحد، والله تعالى منزه عن أن يناله أذى من أحد، وإنما الكلام على طريق المثل، وإن من عاب فقد عاب مصانعها، وقوله: (أنا الدهر) قال ابن الأثير: معناه: وإنه جالب الحوادث في الدهر، فإن سبتهم كان للحوادث التي تصيبهم، وآخر الحديث- (بيدي الأمر أقلب الليل والنهار) دالٌّ على ما قدَّرَه ابن الأثير.

فإن قلت: قدره صاحب "الكشاف" أن الله هو الجالب لا غير الجالب على أنه من قصر المسند إليه في المسند؟ قلت: لم يرضَ به صاحب "المفتاح" لأن ظاهره فاسد، لأنه يلزم منه أن لا يكون صفة أخرى، والذي يتكلف له أن يقال: لما كان اعتقاد المشركين أن الدهر هو الجالب حصر الله ذاته في الجالب مبالغة في رد دعواهم، ثم وقعت على كلامه في "الفائق" وجدت قصده ما ذكرت، وذلك أنه روى الحديث بروايتين: الأولى: "لا تسبوا الدهر إن الدهر هو الله"، والثانية "إن الله هو الدهر" وقال: الذي يحقق هذا الموضع أن يفصل بين

<<  <  ج: ص:  >  >>