انتصاب احتسابًا في أمثال هذه المواضع على التمييز، أو على أنَّه مفعول له والأول أظهرُ. واقتصر على الاحتساب في الترجمة مع أن الحديث فيه:"إيمانًا واحتسابًا" إشارة إلى أن الإيمان بدون الإخلاص كلا إيمان. وكذا كل طاعة.
٣٨ - (ابن سَلَام) -بتخفيف اللام على الأشهر- هو محمد بن سَلَام البيكندي (محمد بن فُضيل) بضم الفاء على وزن المصغر (عن أبي سَلَمة) -بفتح اللام- هو عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف، أحد الفقهاء السبعة (غفر اللهُ له ما تقدَّم من ذنبه) ويُروى: غُفر على بناء المجهول.
بابٌ: الدين يُسْرٌ
اللام في الدين يسر: للعهد؛ أي: الدين الذي شرعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ ليس فيه من الإصْرِ والأغلال التي كانت على بني إسرائيل. وهو مرفوعٌ بالابتداء. ويسرٌ: خبره. وكان الظاهر يسير على وزن فعيل، كما في قوله في الحديث الآخر:"وهو يسيرٌ على من يَسَّره الله". إلَّا أنَّه أراد المبالغة فآثر المصدر مثل: رجل عدل. (وقول النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم -: أحبُّ الدين إلى الله الحنيفية السمحة) هذا حديث أورده دليلًا على الترجمة، وهذا دأبُهُ، يوردُ الأحاديثَ ومذاهبَ العلماء على طريقة التعليق، وليس هو من تمام الترجمة؛ إذ ليس هو بصدد بيان هذا، بل استدلال على أن الدين يسير بالحديث تعليقًا تارةً، وإسنادًا أخرى.