كبر سنه، قال أبو عبيدة: وأما وصفه - صلى الله عليه وسلم - بكثرة اللحم لم يقله أحد، وكأن الراوي روى المعنى وغلط، فإنه ظن أن بدن مِن البدانة -وهي الجسامة (صلى جالسًا) في رواية مسلم: أن صلاته جالسًا مثل صلاته قائمًا في الثواب، وهذا من خواصه.
٤٨٣٨ - (وسميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ) حال من المفعول، وليس من الالتفات في شيء، [الفظاظة] في القول، والغلاظة في الخلق، قال تعالى:{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ}[اَل عمران: ١٥٩](ولا سخاب في الأسواق) ويروى بالصاد من الصخب، وهو رفع الصوت كما يفعله العامة، وإشارة إلى أنه كامل ديانة ومروءة، وأخلاقًا، عليه من الصلوات ما يليق بجنابه الرفيع.
فإن قلت: قال الله: {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}[التوبة: ٧٣]؟ قلت: معنى الحديث أنه لم يكن كذلك جبلة كما يكون في بعض الأشخاص، وما في الآية يريد ما يعرض في بعض الأحيان لضرورة.